غصة تجبرني على الحياة

انا لم أعد أعي شيئا من حولي ومن حولي ليس بوسعهم غير القسوة على مشاعري المنتحرة توجد بداخلي غصة تجبرني على تحمل الحياة كنت أريد ان اتحافز مع تلك الغصة لكني لم أستطع بالأمس مددت يداي نحو الحياة بخوف شديد لكنها مارست معي السلطة ولم تأبه لخياري بالعيش بها ألزمتني على العيش بصعابها ولكنها لم تدرك موتي بداخلي توحد بي وغطا مشاعري وترك جسدي للحياة تمارس سلطتها علي لكن دون جدوى من تعايش الجسد دون روحي تلك المعلقة بغطاء الموت

أخير الناس بقلبي أبي

حبيبي وعشيقي ووالدي انت كنت لي البوح والكلام احساسك بي يغمر مشاعري كانت لي معك رحلة جميلة فرحت بها لأجلك حزمت حقائبي تركت معلقاتي على المنضده وأوراقي مجمعه تنتظر عودتي... أبي عانقت يداك يداي وأقترب السفر وقبل الوقت المنتظر تركت يداي ودون أن أشعر برحيلها عن عناق يداي صحوت من وحدتي بكيت ابحث عنك أبي لماذا تركتني سافرت عني سافرت ولن تعد وكان سفرك لخالقك وكيف لي أن أسافر اليك إلا إذا شاء خالق الخلق أجمعيين أحسست بأنك سترحل عني رأيت الحزن الذي يحاكيني بحرصك على حالي ومستقبلي وأيامي كانت الرحلة لي فاجعة لاأريد تصديق رحيلك عني بكيت صرخت جلبت لك الدواء وجهازك الرقمي لعله يشعرني بدقات قلبك لكنه أنطفى كما تطفىء الشمعة عاودت الكرى لعله ينطق الجهاز لكنه أبى عن ذلك وضعت اذناي على قلبه لاأسمع سوى الصمت وضعت فمي على شفتيه وأعطيته الهواء ولو بوسعي لانزعت قلبي وأهديته له نكرت موته لاأريد سوى تكذيب صدق من حولي بأنه رحل جلست اقبل رجليه وأرجي من حولي بدموعي جلست اناجي همي وحالي من بعد رحيله لم تنام عيناي تلك الليلة بعد أن رأيتهم يأخذونه من سريره والغطاء ستر وجهه أجهشت بالبكاء ولم اشعر بالوقت حينها وعند إذ اصبح وقت اللقاء معه وللأخر مرة ذهبنا وعندما وصلت لم استطع غير البكاء اقتربت للدخول سمعت أصوات تتعالى بالبكاء لم كنت ارى من حولي سوى احساسي بأيادي تمسك يداي وتدفعني لكي أرى وجهه وأقبله للأخر مرة للحظة استوقف بكائي اقتربت منه رأيت نوره ابتسامته جمال وجنتيه قبلته والتصقت رائحة الكافور بدموعي احسست بأنه يريد ان يقول لي لاتحزني انا هنا في نعيم يابنيتي قلت له رحمة الله عليك ياوجودي وحبيبي جمعت احزاني واحتياجي له وذهبت وانا خارجة منه رأيت جموع تتوافد اليه عدت الى البيت لم استطع الدخول لكي احضن والدتي من ذلك الزحام لم أعلم ان ابي كان من أخير الناس وأنقاهم محبة الناس له كانت من كل حدبا وصوب تذكرت اللحظة تلك قبل موته بعد صلاته وقراءته للقراآن اراد ان ينام لكن كان ذلك ليس بموعد نومه تذكرت التعب الذي ملء قدميه من تعب اياما مضت وانه لايستطيع المشي وتذكرت انه بتلك الليلة ذهب كل مافيه من ضر الحمدالله الذي نقاه من السوء والضر رباه رحماك وعفوك ورضاك عنه ياأرحم الراحميين رباه ألهمني الصبر والسلوان لم استطع ان اتوقف عن حزني وألمي رباه أعدني الى نفسي وثبتني وقويني لكي امارس حياتي له ولأجله لن أكف عن الخير لك ولن اقطع الرحمة التي كانت هيا انت ساأقوم بخيرك كما كنت تقوم به ياأخير الناس في حياتي احبك